محسن شاب يافع متخلق غير متزوج يشتغل كسائق سيارة اجرة صغيرة بطنجة. ظروفه المادية عادية كاغلب الشباب. غير راض على مهنته بالنظر الى مستواه التعليمي الجامعي، و كغيره من سائقي سيارات اﻻجرة تحصل له العديد من المشاكل و الطرائف و المقالب و المفاجئات و اﻻحداث المتنوعة في كل وقت.
في احدى ليالي الصيف و بينما هو يتجول بسيارته في شوارع طنجة المضيئة و المكتضة بالسيارات و التي تتخللها ابواق السيارات التي ﻻ تكاد تنقطع و الموسيقى الصاخبة التي تصدر من العديد من سيارات الشباب باﻻضافة الى الى الراجلين الذين يعدون باﻻﻻف . بينما محسن يتجاوز شارع باستور و يقف بجانب قنصلية فرنسا لينزل بعض الزبائن استوقفته فتاة عشرينية جميلة هادئة تلبس فستانا ابيضا، يبدو على مﻻمحها شيئ من الحزن الذي تحاول جاهدة اخفائه بابتسامة مصطنعة سائلة اياه : هل تاخدني الى الجبل الكبير؟ قال لها محسن : في اي مكان بالضبط؟ قالت له: القصر المهجور.
اومأ براسه الى اﻻسفل من شدة التعب و قال لها : تفضلي.
جلست في المقعد الخلفي و انطلق بها نحو القصر المهجور..هذا اﻻخير يتواجد قرب منتزه الرميﻻت الشهير الذي يؤرخ لقصص و حكايات متنوعة ابرزها كان بطلها الثري اﻻمريكي من اصل يوناني (بيير دي كاريس) و زوجته.
وصل محسن الى حيث طلبت منه ان يوصلها و طيلة الطريق لم يكلم احد منها اﻻخر ، الشيئ الوحيد الذي كان يكسر جدار الصمت بينهما هو صوت المدياع من اداعة طنجة في برامج الليل و الصباح.
اوقف محسن سيارة اﻻجرة امام القصر المهجور و اخد ينظر باستغراب و اندهاش الى هذا القصر الذي لم يعد مهجورا حيث كانت تنبعث منه موسيقى كﻻسيكية هادئة و حزينة باﻻضافة الى اﻻضواء التي كانت تؤثت فضائه. ا
ضل شاردا و لم يشعر اﻻ و الفتاة تمد له ورقة نقدية من فئة مائة درهم و تدعوه بابتسامة حزينة ان كان بامكانه الحضور معها الى الحفلة.
اعتدر لها و لما هم بالرجوع وجد اﻻربع اطارات السيارة فارغة من الريح. حينها شعر محسن و كانما شيئ غير طبيعي يحصل، التفت نحو باب القصر فاذا به يفتح لوحده...
يتبع....
الروائي : عبداللطيف المؤذن
Tags:
قصص وروايات