العبرة لمن يعتبر

كلنا واكبنا عن كتب الإنتخابات الأمريكة الأخيرة وما رفقها من تشنجات بين المرشحين بحيث ألت في الأخير لبايدن الذي تولى رئاسة أقوى دولة في العالم (بايدن هو الرئيس 46 و.م.أ) حيث تم نقل السلطة والصلاحية لرئيس الجديد بشكل سلس ( في هذا درس وعبرة لدول العالم الثالث يجب أن يعتبر منها ) على عكس ما نجده في أوطاننا حيث نجد أصحاب المناصب يتشبتون بالكراسي إلى أخر رمق في حياتهم على سبيل المثال أمناء الأحزاب ورؤساء الجمعيات والتعاونيات والفدراليات الذين يتميزون بالخلدونية ولا يؤمنون بالتناوب ولا يسلمون المقالد إلا بعد تطاحنات وتجاذبات كثيرة فقد آن الأوان لنتعض من الأنظمة الديمقراطية الحديثة فهي مثل الثعبان تغير جلدها كل أربع او خمس سنوات وذلك بفتح المجال لتناوب الحقيقي على السلطة بحيث تكون صنادق الإقتراع هي الفيصل فتعاقب من يحكم إذا كانت تختلف مع تصوراته أو تكافئه وتعطيه فرصة ثانية إذا كانت راضية عنه أو تدفع من يعارض ليصل للسلطة إنها الديمقراطية في أبهى تجلياتها.

إن منطق السياسة يفرض الإختلاف في التوجهات ويفرض أيضا أن نقول لا حيث يجب أن تقال لأن الإجماع ظاهرة غير صحية والمرحوم الحسن الثاني بحنكته ونفاد بصيرته قال ذات يوم "اذا لم يكن لدينا من يقول: لا ، فعلينا بصناعته " لأنه يدرك بحس السياسي أهمية الإختلاف في تقوية المؤسسات وتحصينها ومعرفة توجهات الرأي العام..


بقلم عبداللطيف لشهب

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

تعريف الارتباط

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.